خديجة بنت خويلد رضى الله عنها

خديجة بنت خويلد رضى الله عنها

رغم ماهو معروف عن عاطفية المرأة ، وعدم قدرتها على التحمل فها هى "خديجة" تثبت عكس ذلك تمامآ وتضرب المثل فى قوة المرأة فتعالوا بنا نتعرف على هذه الشخصية المؤمنة .
إنها الطاهرة ذات الحسب والمال والجمال والكمال . ولدت فى زمن كانت فيه الأصنام تشوة وجه أول بيت وضع للناس .
ولدت السيد ة"خديجة" بمكة فى حوالى منتصف القرن السادس الميلادى .
نشأت "خديجة" فى إحدى البيوت الشريفة فشبت على الأخلاق الحميدة والفضيلة .
كانت "خديجة" جميلة بيضاء تميل إلى السمن ذات شعر أسود ناعم واسعة العينين .
تزوجت من "عتيق بن عائد: ثم من ( أبى هالة مالك بن زرارة ) وبعدهما رفضت الزواج رغم أن سادة القوم كانوا يتزاحمون على والدها يطلبون يدها .
وبعد أن نمت تجارتها واتسعت أخذت تفكر فى رجل أمين يدير لها أموالها ويشتغل بتجارتها ووقع إختيارها على ( محمد بن عبدالله ) لما عرف عنه الصدق والأمان وكرم الأخلاق.
وتأهب محمد للخروج فى تجارة "خديجة" مع غلامها "ميسرة" وكانت هذه هى أول مرة يخرج فيها محمد وحده للتجارة .
ودارت الأيام ... وعادت القافلة من الشام وكانت قد ربحت ضعف ما كانت تربح.
كانت علاقة السيدة " خديجة" بالرسول فى بادئ الأمر علاقة تجارية ولاحظت السيدة " خديخة " أن محمد يختلف عن الشباب .
فهو طيب ويمتاز بجمال خلقة وروحة فأحبته وتمنت الزواج منه .
ولكن كيف يكون هذا ؟ فهى تكبرة ببضع سنين لكن إرادة الله لا يقف أمامها حائل وتزوج محمد صلى الله عليه وسلم بالسيدة "خديجة" رضى الله عنها وكان عمره 25 سنه والسيدة "خديجة" فلا الأربعينات .
عاش محمد فى بيت "خديجة" كان يحبها وكانت زوجته تحبه .
كان محمد عليه السلام فى تلك الأيام يطيل التأميل والتفكير وخديجة تلاحظ سكوته وسكونه فتتركة لأفكاره.
كان محمد يحب الخلوة فكان يذهب إلى غار "حيراء" يعبد الله الواحد ويمكث فى الغار شهرآ من كل سنة .
وتمر الأيام .... ومحمد على حالة حتى بلغ من العمر أربعين سنة .
وفى ليلة من ليالى رمضان - ليلة القدر - جاءة الأمين جبريل فى غار "حيراء" وقال له:
( إقرأ بأسم ربك الذى خلق. خلق الإنسن من علق. أقرأ وربك الأكرم . الذى علم بالقلم . علم الإنسن مالم يعلم) .
السماء يقول :
( يا محمد . أنت رسول الله وأنا جبريل ).
عاد محمد إلى منزله وهو يرتجف ويقول :
( زملونى زملونى . دثرونى دثرونى )فسألته "خديجة" عما به فقص عليها ما حدث وقال لها : لقد خشيت على نفسى .
فقالت له خديجة:
( أبشر وأثبت إننى لأرجو أن تكون نبى هذه الأمة )
آمنت "خديجة" وكانت أول مسلمة دخلت فى الإسلام كانت لزوجها خير رفيق ومعين فهى المؤمنة الصادقة والمرأة الشجاعة الوفية .
وذات يوم ... ذهبت "خديجة" إلى أبن عمها ( ورقة بن نوفل) لتستبشرة فى أمر محمد لأنها كانت تعلم أنه قد قرأ الكتب ودرس التوراة والإنجيل .
فقال لها ورقة : إن محمد لنبى هذه الأمة .
وبدأ "جبريل " يأتى إلى محمد يوحى إليه أوامر الله وذات ليلة قال الرسول للسيدة خديجة :
( إن جبريل يقرأ عليك السلام من الله رب العالمين).
فقالت السيدة خديجة :
( الله السلام ومنه السلام واليه يعود السلام وعلى جبريل السلام).
كان محمد قد بدأ ينشر الدعوة سرآ إلى أن جاءه جبريل بأمر الله ( وأنذر عشيرتك الأقربين . وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) .
وما كان من السيدة " خديجة" إلا أنها وقفت إلى جوار رسول الله تشد أزرة وتثبت فؤاده.
وعندما ضاق الكفار بدعوة ( محمد بن عبدالله) صلى الله عليه وسلم قرروا أن يقاطعوا الرسول وأهله وحاصروهم فى الشعب .
وقفت السيدة "خديجة " إلى جوار الرسول موقف كله عزم وقوة . ولم تتخل عنه .
وبعد ثلاث سنين فك الحصار وخرجت " خديجة" رضى الله عنها مريضة متعبة ولم تطل أيامها فى الحياة بعد ذلك وانتقلت إلى جوار ربها وهى تبلغ من العمر 65 سنه .
كانت زفاتها رضى الله عنها وأرضاها قبل الهجرة بثلاث سنوات وبعد نزول الوحى بعشر سنوات ولقد أطلق الناس على هذا العام ( عام الحزن) حيث مات فيه عم الرسول أيضآ .
وصدق الله العظيم حين قال :
(سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنه عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسولة ذلك فضل الله يؤتية من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) ..
نعم ....فمن حق " خديجة" أن تكون سيدة نساء الجنة أليست هى أول من آمن بريالة محمد صلى الله عليه وسلم قبل أى شخص ؟ أليست هى أم المؤمنين ؟ أليست هى خير نساء الجنة ؟ ألا تستحق منا كل التقدير والإحترام ؟
رحمها الله.......
وأسكنها فسيح جناته .

» السيدة خديجة بنت خويلد(رضي الله عنها)
» خديجة بنت خويلد ( رضوان الله عليها ) زوجة النبي (صلى الله عليه وآله)
» عائشة بنت ابى بكر رضى الله عنها
» اجمل الابيات عن عائشة رضى الله عنها
» صفحات من حياة عائشة رضى الله عنها