أكدت دراسة حديثة لمعهد الأبحاث الطبية في العاصمة التشيكية براغ أن الأطفال في عطلة فصل
الصيف حيث الاستجمام والابتعاد عن التوتر ينمون بشكل طبيعي أسرع مقارنة ببقية فصول العام بشرط
إعطائهم القدر الكافي من الراحة والابتعاد عن الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب.
وبينت الدراسة أن التوتر والضغط النفسي يصيب الأطفال بإبطاء للنمو يزول حال تخلصهم من ذلك عبر
الرياضة والحركة الدائمة والشعور برضى الوالدين، بالإضافة إلى تعرضهم الكافي لأشعة الشمس
حيث يحصلون
منها على فيتامين دي الذي يجعل نمو عظامهم يسير بالشكل المطلوب.
وشارك في هذه الدراسة أكثر من ألفي طفل من التشيك ومن بعض الدول الأوروبية حيث أعطيت
التعليمات المطلوبة
لأهليهم بتطبيق برامج يومية تقدم فيها دروس الرياضة والموسيقى واللعب تحت أشعة الشمس
بالإضافة إلى خلود
الأطفال إلى النوم قبل الساعة العاشرة مساء.
فبحسب الدراسة فإن الساعة البيولوجية لصغار السن هي المسؤولة عن تحديد فترة نمو أجسادهم
والتي تبدأ من الحادية
عشرة مساء إلى الواحدة بعد منتصف الليل وفيها يتم التأثير على عملية تكوين الهرمونات.
كما أن سرعة النمو تكون على فترات مختلفة وتصل إلى الحد الأعلى خلال العامين الأولين من عمر
الطفل حيث تصل
إلى 50 سم لتستمر في العام الثالث بمقدار 8 سم إلى بدء سن المراهقة حيث تكون في حدود 5 سم.
وتكون ذروة النمو في عمر النضج الجنسي للذكور والإناث، فتنمو الإناث في تلك المرحلة بحدود
9 سم ويتوقفن عن النمو
في سن الخامسة عشرة، أما الذكور فينمون بحدود 10 سم ويتوقف نموهم حتى سن الثامنة عشرة.
الحالة النفسية:
الطبيب النفسي الشهير في براغ يرجي تيل قال إنه قدّم لمعهد الأبحاث الذي أجرى الدراسة
العديد من المواضيع حول
نمو الأطفال وارتباط ذلك بالحالة النفسية التي تلعب دورا مهما في النمو الطبيعي وخاصة في
مرحلة الاستجمام وفترات الصيف.
وأوضح أنه كان ينصح بعض مرضاه من الأطفال الذين لديهم مشاكل مثل الاضطراب والخوف
أن يقضوا فترات العطلة
الصيفية في أماكن دافئة تسطع فيها الشمس بشكل دائم.
وبيّن أن النتيجة المسجلة لدى "البعض" هي أن هؤلاء الأطفال تغير أسلوب حياتهم نحو الأفضل
وسجل لديهم أفضل
النتائج في مجال النمو.
ولتوضيح ذلك أشار إلى أن أحد الأطفال سجل لديه نمو وصل إلى 5 سم في السنة التي سبقت العلاج،
أما السنة التي
التزم فيها أهل الطفل ببرامج ترفيهية لطفلهم، ومنها التعرض لأشعة الشمس بشكل كاف بالإضافة
إلى تجنب إحداث
توتر أو أي ضغط نفسي عليه فكانت النتيجة أن جسمه نما في هذه السنة بحوالي 7 أو 8 سم.
ويضيف تيل أن الطفل يحتاج دائماً إلى حنان الوالدين حتى يشعر بالاطمئنان، وأنه يجب على
أهل الطفل دائما
أن يهتموا به حتى لا يشعر بالوحدة.
والأهم أن يتجنب الزوج والزوجة حل المشاكل والصراخ أمامه، وأن يعطياه كل فرص التدريب
وكذلك
اللهو وتنظيم برامج كافية من أجل إزالة الضغوط والتوتر عنه للحفاظ على صحته وبالتالي النمو
بشكل طبيعي.
وختم بأنه يجب تذكر أن الفحوص الدورية وإشراف الطبيب تعطي نتائج مفيدة جداً خاصة في
تدارك الإصابة
بأية أمراض قد تحد من عملية النمو.
الجزيرة