أقراص طبية تحتوى على فوائد ممارسة الرياضة
هل سنري عما قريب في الصيدليات عقارا جديدا ،يتم تناوله عن طريق الفم،
ويتيح الأستفادة التامة من كل فوائد البناء و الهدم المترتبة علي ممارسة
التدريبات البدنية المكثفة دون الألتزام بالقيود و بذل المجهودات المضنية ؟
هذا هو السؤال الذي أثاره نشر النتائج المذهلة التي تم الحصول عليها من
قبل مجموعة من الباحثين الأمريكية والكورية الجنوبية بقيادة رونالد م.
ايفانز (معهد هوارد هيوز الطبي ، لاجولا ، كاليفورنيا)، يوم الخميس 31
يوليو علي الموقع الألكتلروني لمجلة Cell. وفي تفسيرهم للأمر، حددوا
مادتين تؤديان إلى حمل معظم التفاعلات الفسيولوجية التي تطلقها ممارسة
التدريبات البدنية. وفي ضوء سلسلة من التجارب التي اجريت في الفئران، تبين
بشكل واضح أن تناول هذه المواد يتيح زيادة استهلاك الخلايا الدهنية وكذلك
زيادة القدرة على التحمل، وأشار الباحثون أنهم قد قاموا، بالتعاون مع
الاتحاد العالمي لمكافحة المنشطات، قاموا بتطوير الأختبارات التي يمكن
تنفيذها في دورة للألعاب الأوليمبية في بكين. ويشرح ميشيل ريو، المستشار
العلمي للوكالة الفرنسية لمكافحة المنشطات: "نحن أصبحنا عمليا علي حدود
الجينات المنشطة، هذه النتائج مثيرة جدا لأهتمام ومثيرة للجدل علي حد سواء،
وتأتي نتاجا لبحوث انطلقت قبل عدة سنوات وتقع ضمن نطاق واسع من البحث
للعمل على مستقبلات الخلايا التي من خلالها، يتم التأثير على الجينات
المشاركة في وظائف الأعضاء والتمثيل الغذائي للألياف العضلية. ونحن نعلم
أنه من الممكن التعامل مع الخلل في الأحداث الجزيئية في أصل هذه الظواهر،
ويبقى أن نرى ما إذا كانت الباحثون الأمريكيون قد توصلوا إلي الوسيلة
الأكثر فاعلية، وإذا كان الأمر كذلك، فإن الأستخدام الطبى سيكون هو الفيصل.
- في عام 2004 قام رونالد ايفانز وموظفيه، عن طريق الصفات الوراثة،
بإطلاق نماذج تجريبيه لفئران قادرة على النجاح بضعف الأداء العضلي للفئران
العادية، وأطلق عليها أسم "الفئران الماراثونية". وتحمل هذه الحيوانات
القارضه تغييرات كبيرة في نسيج الألياف العضلية. وهذه الحيوانات لا تتعرض
للسمنة، حتى عندما تناولوا أغذية عالية السعرات. ومع اتباع نفس هذه
الطريقة، ظلت المعدلات البيولوجية في الدم، السكريات الدهون، في الحدود
الطبيعية. وقد أمكن الحصول علي هذه النتائج عنطريق التغيير الفوري لنشاط
الجين الذي يحمل اسم PPAR-delta. ولكن لم يتبين بعد ما إذا كانت هناك نتائج
مماثلة يمكن الحصول عليها من خلال تغيير نشاط هذا الجين، بفضل إعطاء جرعة
من الجزيء لبعض الحيوانات الذين لم يتم تعديل التراث الجيني لديهم. وكانت
النتيجة ايجابية، عند إعطاء اثنين من الجزيئات المعروفة باسم (Aicar و GW
1516) لفئران طبيعية، حيث أمكن الحصول علي تحسن في أداء العضلات وتغيرات
في التمثيل الغذائي. وبعد إعطائها الجرعة اليومية من جزيئات الـ Aicar
لمدة شهر، أصبحت الفئران قادرة علي التحرك ـ في قفص مستدير أو بساطا دوارا
بمسافات تبلغ 44 ? أكثر من أقرانهم غير المعالجة. وفي ظروف تجريبية أخرى،
كان الأداء مدهشا أيضا (حيث بلغت نسبة التحسن حتي 68 ?) إذ أمكن الحصول
عليها من تركيبة GW 1516. - هل يمكننا أن تطبق ذلك الأمر بالفعل، كما يفعل
الصيدلي ديفيد مانجيلسدروف (جامعة تكساس)، والذي يعد الوسيلة المعجزة التي
تسمح بالأستفادة من نتائج التدريبات البدنية دونما الأضطرار إلي ممارستها
؟أم ينبغي أن نتفق مع رأي مايكل روني، المتخصص في الفيزيولوجيا في جامعة
نوتنغهام، الذي يقول "أن الفئران ليسوا بشرا " ؟ أيا كانت الإجابة،
فالكثير من الصيدلانيين من جنسيات متعددة لايخفون اهتمامهم الشديد بهذا
العمل.