خلال وبعد فصل الصيف يفقد الشعر بريقه وتتقصف أطرافه، متأثرا بالحرارة
والرطوبة والتلوث أو مياه البحر المالحة وغيرها من المؤثرات. لكن لا يقل الأمر
سوءا في فصل الخريف، الذي يتساقط فيه الشعر، كما تتساقط أوراق الأشجار.
ورغم أن مقابل كل شعرة تسقط تنمو شعرة أخرى، فإن الشعرة الجديدة لا تكون
بالضرورة بقوة القديمة، مما يستدعي عناية خاصة وعلاجا مضادا، يركز على تقوية
الجذور بالفيتامينات، التي قد تكون على شكل حبوب أو كريمات أو زيوت مغذية،
أو عن طريق اتباع وصفات طبيعية، ورثتها.
لكن أولا وقبل كل شيء، لا بد من استخدام مستحضرات غنية بمادة الكيراتين
والماء، التي تعمل على ترطيب فروة الرأس، لأن جفاف الفروة يؤدي إلى جفاف
البصيلات، ومن ثم إلى جفاف الشعر نفسه، وتقصفه وتساقطه. وإذا كان تساقط
الشعر وتقصفه هو الأثر الظاهر للضرر الذي يلحق بالشعر ففي العمق تتأثر بصيلات
الشعر بشكل أكبر.
ومما يزيد الأمر سوءا أن المرأة غالبا ما ترتكب أخطاء تزيد من استفحال
المشكلة مثل الاستخدام العنيف للمشط أو الفرشاة عندما تكون في عجلة من
أمرها، أو عندما يكون مبللا وضعيفا.
المرأة المغربية، لا تختلف عن غيرها من نساء العالم. فهي الأخرى تعاني من
تساقط شعرها مع حلول هذا الفصل وتحاول جاهدة أن تحمي نصف جمالها
بشتى الطرق.
ولأنها لا تثق كثيرا في المواد التجميلية والطبية والمستحضرات التي تباع في
الأسواق، فإنها تبتكر وصفات طبيعية تعمل على تقوية الشعر والتخفيف من
حدة تساقطه أو تعود إلى وصفات الجدات.
والملاحظ أن الحاجة إلى هذه الوصفات الطبيعية تزيد عندما تكون القدرات
الشرائية محدودة فيما تتطلب المستحضرات الطبية ميزانية عالية. من
الوصفات التي تلجأ إليها، وصفة بسيطة تتطلب قليلا من الزعفران ونصف كأس
ماء ورد وقليلا من الثوم بالإضافة إلى القرنفل.
أما الطريقة فتتم بنقع الزعفران في ماء الورد لليلة كاملة، يصفى بعدها في
اليوم التالي ويمزج مع الثوم المفروم والقرنفل المطحون. يوضع هذا الخليط
على الشعر ويترك لمدة 30 دقيقة قبل أن يغسل جيدا. وينصح باستعمال
هذه الوصفة ثلاث مرات في الأسبوع إن أمكن للحصول على نتيجة واضحة.
هناك أيضا وصفات أخرى بسيطة وتعطي مفعولا قويا، مثل وصفة الزعتر،
ولا تتطلب سوى أربع ملاعق من الزعتر وكوب من الماء. يوضع الزعتر في
الماء ويغلى على النار لمدة عشر دقائق، يصفى بعدها وتدلك به فروة الرأس
يوميا لمدة 15 يوما.
هناك أيضا وصفة الجرجير وماء الورد وتتكون من ملعقة عصير الجرجير إضافة
إلى كحول طبي مع ماء ورد، تمزج كل العناصر مع بعضها وتدلك بها فروة الرأس
ويمكن استعمال هذه الوصفات بطريقة منتظمة أيضا.
من المعروف أيضا أن لزيت الزيتون مزايا مهمة منها تقوية الشعر ومنع تساقطه
خاصة إذا أضيفت إليه الحبة السوداء. وهناك وصفة جيدة تجمع بين هاتين المادتين،
حيث يخلط بودرة الحبة السوداء (بعد طحنها) مع عصير الجرجير وخل التفاح وزيت
الزيتون، وتدلك فروة الرأس بالخليط يوميا في المساء، ثم يغسل الشعر جيدا في
اليوم التالي.
وفي هذا الصدد لا يمكن عدم التطرق للحناء التي تستعملها المرأة المغربية بكثرة
لتقوية الشعر والتخفيف من تساقطه ولاكتساب لون جذاب بعيدا عن الصبغات
وأضرارها.
من بين الوصفات التي تستعمل فيها: مزج نصف كوب منها مع 3 ملاعق
من الحبة السوداء مطحونة و¾ كوب ماء دافئ. تخلط المكونات جيدا حتى
تتجانس مع بعضها بعضا، وتترك على الشعر لمدة ساعتين. ولتنويع مفعول
الحناء يمكن خلط كوب من الحناء مع بيضتين و½ كوب ماء أو شاي غير محلى،
تخلط المكونات جيدا، وتوضع على الشعر لمدة تتراوح من 60 إلى 90 دقيقة، قبل
غسلها.
من جهة أخرى، يلفت انتشار استعمال الحلبة عموما الانتباه، على اعتبار أن هذه
العشبة لها مفعول قوي لحل مشكلة تساقط الشعر. وتتم الاستفادة منها إما
من خلال زيتها الذي يخلط مع زيت الثوم أو فصوصه مباشرة، أو من خلال
بذورها، التي في حال خلطها مع عصير أوراق الصبار واستخدامها كعجينة
على فروة الرأس، تمنع تساقط الشعر وتؤخر الصلع أيضا كما يؤكد البعض.
لكن مع ذلك تبقى هذه الحلول والوصفات غير كافية للحد من المشكلة. ويجب
على المرأة أن تهتم بالجانب الصحي والتغذية، كما لا يمكن تجاهل أهمية الجانب
النفسي، الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير على حالة الشعر والبشرة على حد
سواء، فضلا عن تعريض الشعر للحرارة المرتفعة بسبب استعمال مجففات الشعر
الكهربائية وغيرها.