"شاهين" لمتظاهرى التحرير: لم نجن من ثمار الثورة إلا مئات الشهداءقال الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، إن الشعب لم يجن أيا من ثمار
الثورة بعد مرور عام ونصف العام، ولم نحصد إلا مئات الشهداء وآلاف
المصابين، فيما تقف الحكومة مكتوفة الأيدى لا تستطيع إنقاذ الوطن من الفوضى
الأمنية أو التهديدات الاقتصادية، ثم يتهمون الثورة والثوار أنهم سبب تلك
الفوضى.
وأضاف شاهين خلال خطبته التى ألقاها من أعلى المنصة الرئيسية المتواجدة
بالقرب من الجامعة الأمريكية بميدان التحرير اليوم الجمعة، أن محاكمة
الرئيس المخلوع ورموزه كانت محل آمال جموع الشعب للقصاص للشهداء، ولكنها
جاءت لتصيبنا بصدمة كبيرة مؤكدا على ضرورة إعادة المحاكمات بتقديم أدلة
جديدة، كما طالب بأن يقدم للمحاكمة من عمل على إخفاء الأدلة، وتطبيق العزل
السياسى على رموز النظام السابق.
وأشار، إلى أن الوضع أصبح خطيرا، حيث أصبحنا فى موقف نكون أو لا نكون، فإما
يتم القصاص للشهداء بمحاكمات عادلة لقتلة المتظاهرين، أو تضييع حقوق
الشهداء بتلك المحاكمات الهزلية، مضيفا أن الثورة التى قامت من أجل تحرير
البلاد من الظلم والفساد، فشلت فى ذلك، وقال "حتى البرلمان الذى يعد الثمرة
الوحيدة للثورة مهدد بالحل لنعود لنقطة الصفر مرة أخرى".
وأكد خطيب مسجد عمر مكرم، على أن السبب فى الأوضاع التى وصلنا ليها الآن
لأننا خالفنا قول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"،
قائلا: "لقد نجح أعداء الثورة فى تفريقنا أحزابا ومرشحين متسارعين على
المناصب"، مشددا على أنه لن تستطيع قوة بمفرها أن تعبر بالثورة إلى بر
الأمان وحدها"، مضيفا: "لا مفر من وحدة الصف مرة أخرى حتى تنجح ثورتنا"،
وحذر من أن أعداء الثورة أن تمكنوا من السلطة سيعلقوننا من رؤوسنا بميدان
التحرير، كما طالب المجلس العسكرى بحماية الثورة وتسليم السلطة للمدنيين فى
موعد أقصاها 30 يونيو الجارى.
وعن جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية قال شاهين، عندما سئلت عن من سأنتخب
قلت صوتى للشهيد عماد عفت والشهيد مينا دانيال، مطالبا المتظاهرين بالتمسك
بمبادئهم حتى تنتصر الثورة، وأن كلفهم ذلك حياتهم، قائلا: "صامدون فى
ثورنا مهما حاولها إرهابنا وحتى وإن قطعوا رقابنا وأطلقوا علينا الرصاص"،
لافتا إلى أن وصله العديد من رسائل التهديد بعدم النزول للميدان، قائلا:
"رغم ما وصلنى من تهديدات إلا أننى عدت من أجل دماء الشهداء، ولأن الثورة
مهددة بالفشل".
وأكد شاهين على أن الثورة تتعرض لحملات تشويه واسعة جاء آخرها فى اتهام بعض
الثوار بأنهم شاركوا فى قتل المتظاهرين بموقعة الجمل، وأضاف متعجبا:
"أعداء الثورة اليوم يتهمون الشهداء بأنهم قتلة الشهداء"، فى إشارة إلى
الاتهامات التى وجهت لبعض قيادات الإخوان المسلمين فى مشاركتهم فى قتل
المتظاهرين.
وجه شاهين عدة رسائل إلى الشعب المصرى قائلا: "قف مع الثورة ولا تسمح
لإعادة إنتاج نظام مبارك ولا تسمح بتزوير الانتخابات"، ووجه رسالة للمجلس
العسكرى قائلا: "لن نقبل بأن يهدد البرلمان من أى شخص مهما كان ولن نخاف من
أحد"، وأخرى لمن يحاولوا تشويه الثورة وإرهاب الشخصيات العامة قائلا: "ما
تفعلونه حيل النظام السابق ولن ترهبنا حيلكم".
وعلق شاهين على إلقاء أحد المتظاهرين عليه الحذاء، إن تلك الواقعة تعد من
حيل النظام السابق لتشويه الثورة وأفسادها، قائلا للمصلين: "انتظروا المزيد
من القاء الحجارة والأحذية وحملات التشويه ضدنا".
وقال شاهين قسم الثورة وردد خلفه المتظاهرون: "نقسم بالله العظيم أن نحافظ
على ثورتنا وعلى أهداف ثورتنا وعلى دماء شهدائنا.. نعيش من أجل ثورتنا
ونموت فى سبيلها.. والله على ما أقوال شهيد".