منتدى استايل النسائى
اهلا بكم فى استايل النسائى
اول منتدى نسائى متخصص في كل مايخص المرأة المنزلي و جمالك والعناية بصحتك واكلات واطباق جديدة والتعليم.
نتمنى لكم الاستفادة من موقعنا
ادارة منتدى استايل النسائى

ادارة استايل
منتدى استايل النسائى
اهلا بكم فى استايل النسائى
اول منتدى نسائى متخصص في كل مايخص المرأة المنزلي و جمالك والعناية بصحتك واكلات واطباق جديدة والتعليم.
نتمنى لكم الاستفادة من موقعنا
ادارة منتدى استايل النسائى

ادارة استايل
منتدى استايل النسائى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى استايل النسائى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
»  إستثمر أموالك بأمان بعائد يصل إلى 50%
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالإثنين أغسطس 31, 2015 5:39 pm من طرف التحرير

»  مزرعتك الآن 5 فدان في السودان
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأحد نوفمبر 09, 2014 1:51 pm من طرف التحرير

» عرض خاص مزرعة 20 فدان بسعر خاص 50 دولار للفدان
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالخميس مايو 29, 2014 12:32 pm من طرف التحرير

» إمتلك مزرعتك وحقق حلمك وإستثمر في السودان اتصل الان 01142000040
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالخميس مايو 01, 2014 1:10 pm من طرف التحرير

» ملف شامل لانواع الاكمام
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء مارس 05, 2014 3:10 pm من طرف ام جمانه

» وظائف خالية من سوق العرب
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 9:53 am من طرف زائر

» ابرز الاطعمة لتقوية المناعة والوقاية من برد الشتاء
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 7:29 am من طرف menna

» وردات البطاطس بالدجاج والكريمة
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 7:23 am من طرف menna

» كيك الشوكولاته مع صوص الشوكولاته
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالثلاثاء ديسمبر 04, 2012 12:32 pm من طرف menna

» سوق الالكترونيات من سوق العرب
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2012 9:02 am من طرف زائر

» الدجاج بصوص المستردة والعسل
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2012 7:57 am من طرف menna

» نصائح للنوم بشكل اسرع
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:14 am من طرف menna

» طريقة عمك كيك قدرة قادر
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:10 am من طرف menna

» نشيد لتعليم الحروف الهجائية لرياض الاطفال
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:05 am من طرف menna

» جميع اصدارات السويتش ماكس + الف ملف مفتوح بروابط سليمة وشغالة 100%
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 4:27 pm من طرف منولا

»  بطاقة احترافيه لانشودة ابتاه للمنشدة ميس شلش بالسويتش مكس من تصميمى
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 3:36 pm من طرف منولا

» دبلومة التسويق الإبداعي الذكي Smart Creative Marketing *****************************
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء أكتوبر 24, 2012 11:26 am من طرف ghada saad

»  حصرى طالمــا البحر كان الدمـوع ؟...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأحد سبتمبر 16, 2012 9:19 pm من طرف Rose_el7ayah

» ديو عندى حالة ملل لسميرة سعيد من تصميمى
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء سبتمبر 12, 2012 8:04 pm من طرف نور

»  خلطه لتنعيم الشعر
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالأربعاء سبتمبر 12, 2012 7:51 pm من طرف نور

My GoPageRank - درجة شعبية  هذه الصفحة
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Fb110

 

 تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاشق الاول
مشرف
العاشق الاول


عدد المساهمات : 1832
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/04/2012
العمر : 41

تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188   تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188 Emptyالثلاثاء يونيو 12, 2012 9:00 pm

[‏183 ـ 185‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏}‏
يخبر تعالى بما منَّ به على عباده‏,‏ بأنه فرض عليهم الصيام‏,‏ كما فرضه على الأمم السابقة‏,‏ لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان‏.‏
وفيه تنشيط لهذه الأمة‏,‏ بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال‏,‏ والمسارعة إلى صالح الخصال‏,‏ وأنه ليس من الأمور الثقيلة‏,‏ التي اختصيتم بها‏.‏
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال‏:‏ ‏{‏لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‏}‏ فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى‏,‏ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه‏.‏
فمما اشتمل عليه من التقوى‏:‏ أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها‏,‏ التي تميل إليها نفسه‏,‏ متقربا بذلك إلى الله‏,‏ راجيا بتركها‏,‏ ثوابه، فهذا من التقوى‏.‏
ومنها‏:‏ أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى‏,‏ فيترك ما تهوى نفسه‏,‏ مع قدرته عليه‏,‏ لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها‏:‏ أن الصيام يضيق مجاري الشيطان‏,‏ فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم‏,‏ فبالصيام‏,‏ يضعف نفوذه‏,‏ وتقل منه المعاصي، ومنها‏:‏ أن الصائم في الغالب‏,‏ تكثر طاعته‏,‏ والطاعات من خصال التقوى، ومنها‏:‏ أن الغني إذا ذاق ألم الجوع‏,‏ أوجب له ذلك‏,‏ مواساة الفقراء المعدمين‏,‏ وهذا من خصال التقوى‏.‏
ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام‏,‏ أخبر أنه أيام معدودات‏,‏ أي‏:‏ قليلة في غاية السهولة‏.‏
ثم سهل تسهيلا آخر‏.‏ فقال‏:‏ ‏{‏فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ‏}‏ وذلك للمشقة‏,‏ في الغالب‏,‏ رخص الله لهما‏,‏ في الفطر‏.‏
ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن‏,‏ أمرهما أن يقضياه في أيام أخر إذا زال المرض‏,‏ وانقضى السفر‏,‏ وحصلت الراحة‏.‏
وفي قوله‏:‏ ‏{‏فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ‏}‏ فيه دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان‏,‏ كاملًا كان‏,‏ أو ناقصا‏,‏ وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة‏,‏ عن أيام طويلة حارة كالعكس‏.‏
وقوله‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ‏}‏ أي‏:‏ يطيقون الصيام ‏{‏فِدْيَةٌ‏}‏ عن كل يوم يفطرونه ‏{‏طَعَامُ مِسْكِينٍ‏}‏ وهذا في ابتداء فرض الصيام‏,‏ لما كانوا غير معتادين للصيام‏,‏ وكان فرضه حتما‏,‏ فيه مشقة عليهم‏,‏ درجهم الرب الحكيم‏,‏ بأسهل طريق، وخيَّر المطيق للصوم بين أن يصوم‏,‏ وهو أفضل‏,‏ أو يطعم، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ‏}‏
ثم بعد ذلك‏,‏ جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق‏,‏ يفطر ويقضيه في أيام أخر ‏[‏وقيل‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ‏}‏ أي‏:‏ يتكلفونه، ويشق عليهم مشقة غير محتملة‏,‏ كالشيخ الكبير‏,‏ فدية عن كل يوم مسكين وهذا هو الصحيح‏]‏‏.‏
‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏}‏ أي‏:‏ الصوم المفروض عليكم‏,‏ هو شهر رمضان‏,‏ الشهر العظيم‏,‏ الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم‏,‏ المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية‏,‏ وتبيين الحق بأوضح بيان‏,‏ والفرقان بين الحق والباطل‏,‏ والهدى والضلال‏,‏ وأهل السعادة وأهل الشقاوة‏.‏
فحقيق بشهر‏,‏ هذا فضله‏,‏ وهذا إحسان الله عليكم فيه‏,‏ أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام‏.‏
فلما قرره‏,‏ وبين فضيلته‏,‏ وحكمة الله تعالى في تخصيصه قال‏:‏ ‏{‏فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏}‏ هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر‏.‏
ولما كان النسخ للتخيير‏,‏ بين الصيام والفداء خاصة‏,‏ أعاد الرخصة للمريض والمسافر‏,‏ لئلا يتوهم أن الرخصة أيضًا منسوخة ‏[‏فقال‏]‏ ‏{‏يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ‏}‏ أي‏:‏ يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير‏,‏ ويسهلها أشد تسهيل، ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله‏.‏
وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله‏,‏ سهَّله تسهيلا آخر‏,‏ إما بإسقاطه‏,‏ أو تخفيفه بأنواع التخفيفات‏.‏
وهذه جملة لا يمكن تفصيلها‏,‏ لأن تفاصيلها‏,‏ جميع الشرعيات‏,‏ ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات‏.‏
‏{‏وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ‏}‏ وهذا ـ والله أعلم ـ لئلا يتوهم متوهم‏,‏ أن صيام رمضان‏,‏ يحصل المقصود منه ببعضه‏,‏ دفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته، ويشكر الله ‏[‏تعالى‏]‏ عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده‏,‏ وبالتكبير عند انقضائه‏,‏ ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد‏.‏
‏[‏186‏]‏ ‏{‏وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ‏}‏
هذا جواب سؤال، سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعض أصحابه فقالوا‏:‏ يا رسول الله‏,‏ أقريب ربنا فنناجيه‏,‏ أم بعيد فنناديه‏؟‏ فنزل‏:‏ ‏{‏وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ‏}‏ لأنه تعالى‏,‏ الرقيب الشهيد‏,‏ المطلع على السر وأخفى‏,‏ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور‏,‏ فهو قريب أيضًا من داعيه‏,‏ بالإجابة، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ‏}‏ والدعاء نوعان‏:‏ دعاء عبادة‏,‏ ودعاء مسألة‏.‏
والقرب نوعان‏:‏ قرب بعلمه من كل خلقه‏,‏ وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق‏.‏
فمن دعا ربه بقلب حاضر‏,‏ ودعاء مشروع‏,‏ ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء‏,‏ كأكل الحرام ونحوه‏,‏ فإن الله قد وعده بالإجابة، و خصوصًا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء‏,‏ وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية‏,‏ والإيمان به‏,‏ الموجب للاستجابة، فلهذا قال‏:‏ ‏{‏فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ‏}‏ أي‏:‏ يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة‏,‏ ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة‏.‏ ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره‏,‏ سبب لحصول العلم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا‏}‏
‏[‏187‏]‏ ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏}‏
كان في أول فرض الصيام، يحرم على المسلمين في الليل بعد النوم الأكل والشرب والجماع، فحصلت المشقة لبعضهم، فخفف الله تعالى عنهم ذلك، وأباح في ليالي الصيام كلها الأكل والشرب والجماع، سواء نام أو لم ينم، لكونهم يختانون أنفسهم بترك بعض ما أمروا به‏.‏

‏{‏فتاب‏}‏ الله ‏{‏عليكم‏}‏ بأن وسع لكم أمرا كان ـ لولا توسعته ـ موجبا للإثم ‏{‏وعفا عنكم‏}‏ ما سلف من التخون‏.‏
‏{‏فالآن‏}‏ بعد هذه الرخصة والسعة من الله ‏{‏باشروهن‏}‏ وطأ وقبلة ولمسا وغير ذلك‏.‏
‏{‏وابتغوا ما كتب الله لكم‏}‏ أي‏:‏ انووا في مباشرتكم لزوجاتكم التقرب إلى الله تعالى والمقصود الأعظم من الوطء، وهو حصول الذرية وإعفاف فرجه وفرج زوجته، وحصول مقاصد النكاح‏.‏
ومما كتب الله لكم ليلة القدر، الموافقة لليالي صيام رمضان، فلا ينبغي لكم أن تشتغلوا بهذه اللذة عنها وتضيعوها، فاللذة مدركة، وليلة القدر إذا فاتت لم تدرك‏.‏
‏{‏وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر‏}‏ هذا غاية للأكل والشرب والجماع، وفيه أنه إذا أكل ونحوه شاكا في طلوع الفجر فلا بأس عليه‏.‏
وفيه‏:‏ دليل على استحباب السحور للأمر، وأنه يستحب تأخيره أخذا من معنى رخصة الله وتسهيله على العباد‏.‏
وفيه أيضًا دليل على أنه يجوز أن يدركه الفجر وهو جنب من الجماع قبل أن يغتسل، ويصح صيامه، لأن لازم إباحة الجماع إلى طلوع الفجر، أن يدركه الفجر وهو جنب، ولازم الحق حق‏.‏
‏{‏ثم‏}‏ إذا طلع الفجر ‏{‏أتموا الصيام‏}‏ أي‏:‏ الإمساك عن المفطرات ‏{‏إلى الليل‏}‏ وهو غروب الشمس ولما كان إباحة الوطء في ليالي الصيام ليست إباحته عامة لكل أحد، فإن المعتكف لا يحل له ذلك، استثناه بقوله‏:‏ ‏{‏ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد‏}‏ أي‏:‏ وأنتم متصفون بذلك، ودلت الآية على مشروعية الاعتكاف، وهو لزوم المسجد لطاعة الله ‏[‏تعالى‏]‏، وانقطاعا إليه، وأن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد‏.‏
ويستفاد من تعريف المساجد، أنها المساجد المعروفة عندهم، وهي التي تقام فيها الصلوات الخمس‏.‏
وفيه أن الوطء من مفسدات الاعتكاف‏.‏
‏{‏تلك‏}‏ المذكورات ـ وهو تحريم الأكل والشرب والجماع ونحوه من المفطرات في الصيام، وتحريم الفطر على غير المعذور، وتحريم الوطء على المعتكف، ونحو ذلك من المحرمات ‏{‏حدود الله‏}‏ التي حدها لعباده، ونهاهم عنها، فقال‏:‏ ‏{‏فلا تقربوها‏}‏ أبلغ من قوله‏:‏ ‏"‏فلا تفعلوها‏"‏ لأن القربان، يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه، والنهي عن وسائله الموصلة إليه‏.‏
والعبد مأمور بترك المحرمات، والبعد منها غاية ما يمكنه، وترك كل سبب يدعو إليها، وأما الأوامر فيقول الله فيها‏:‏ ‏{‏تلك حدود الله فلا تعتدوها‏}‏ فينهى عن مجاوزتها‏.‏
‏{‏كذلك‏}‏ أي‏:‏ بيَّن ‏[‏الله‏]‏ لعباده الأحكام السابقة أتم تبيين، وأوضحها لهم أكمل أيضًاح‏.‏
‏{‏يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون‏}‏ فإنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه، وإذا تبين لهم الباطل اجتنبوه، فإن الإنسان قد يفعل المحرم على وجه الجهل بأنه محرم، ولو علم تحريمه لم يفعله، فإذا بين الله للناس آياته، لم يبق لهم عذر ولا حجة، فكان ذلك سببا للتقوى‏.‏
‏[‏188‏]‏ ‏{‏وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏
أي‏:‏ ولا تأخذوا أموالكم أي‏:‏ أموال غيركم، أضافها إليهم‏,‏ لأنه ينبغي للمسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه‏,‏ ويحترم ماله كما يحترم ماله؛ ولأن أكله لمال غيره يجرئ غيره على أكل ماله عند القدرة‏.‏
ولما كان أكلها نوعين‏:‏ نوعا بحق‏,‏ ونوعا بباطل‏,‏ وكان المحرم إنما هو أكلها بالباطل‏,‏ قيده تعالى بذلك، ويدخل في ذلك أكلها على وجه الغصب والسرقة والخيانة في وديعة أو عارية‏,‏ أو نحو ذلك، ويدخل فيه أيضًا‏,‏ أخذها على وجه المعاوضة‏,‏ بمعاوضة محرمة‏,‏ كعقود الربا‏,‏ والقمار كلها‏,‏ فإنها من أكل المال بالباطل‏,‏ لأنه ليس في مقابلة عوض مباح، ويدخل في ذلك أخذها بسبب غش في البيع والشراء والإجارة‏,‏ ونحوها، ويدخل في ذلك استعمال الأجراء وأكل أجرتهم، وكذلك أخذهم أجرة على عمل لم يقوموا بواجبه، ويدخل في ذلك أخذ الأجرة على العبادات والقربات التي لا تصح حتى يقصد بها وجه الله تعالى، ويدخل في ذلك الأخذ من الزكوات والصدقات‏,‏ والأوقاف، والوصايا‏,‏ لمن ليس له حق منها‏,‏ أو فوق حقه‏.‏
فكل هذا ونحوه‏,‏ من أكل المال بالباطل‏,‏ فلا يحل ذلك بوجه من الوجوه، حتى ولو حصل فيه النزاع وحصل الارتفاع إلى حاكم الشرع‏,‏ وأدلى من يريد أكلها بالباطل بحجة‏,‏ غلبت حجة المحق‏,‏ وحكم له الحاكم بذلك، فإن حكم الحاكم‏,‏ لا يبيح محرما‏,‏ ولا يحلل حراما‏,‏ إنما يحكم على نحو مما يسمع‏,‏ وإلا فحقائق الأمور باقية، فليس في حكم الحاكم للمبطل راحة‏,‏ ولا شبهة‏,‏ ولا استراحة‏.‏
فمن أدلى إلى الحاكم بحجة باطلة‏,‏ وحكم له بذلك‏,‏ فإنه لا يحل له‏,‏ ويكون آكلا لمال غيره‏,‏ بالباطل والإثم‏,‏ وهو عالم بذلك‏.‏ فيكون أبلغ في عقوبته‏,‏ وأشد في نكاله‏.‏
وعلى هذا فالوكيل إذا علم أن موكله مبطل في دعواه‏,‏ لم يحل له أن يخاصم عن الخائن كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا
‏}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 183الى 188
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه رقم 144 الى 145
» تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه رقم 146 الى 157
» تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه رقم 158 الى رقم 164
» تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 165 الى 176
» تفسير الجزء الثانى من سورة البقرة من ايه 177الى 178

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى استايل النسائى :: المنتدى الاسلامى :: اسلاميات :: القرآن الكريم-
انتقل الى: