مشكلات الطفولة وسلوك الاتصال

مشكلات الطفولة وسلوك الاتصال

لاشك أن مشكلات
الطفولة فى كثير من المجتمعات العربية متعددة ، إذ يعانى ملايين الأطفال
من سوء التغذية ومن تدهور المستوى الصحي والتربوي فيعيش الطفل على هامش
المجتمع ولا يأخذ المكان الذى يليق به كما يعانى العديد من الأطفال من سوء
معاملة الكبار ومن قمعهم وعدوانيتهم واستغلالهم ، ولعل ظاهرة تشغيل الأطفال
فى أعمال مرهقة جسديا ومضرة تربويا من أخطر الظواهر الاجتماعية فى وطننا
العربي حيث يقوم الأطفال بأعمال قاسية ويتعرضون فى بعض الأحيان لاستغلال
بشع مما دفع بهم الفقر إلى العمل ساعات طويلة مقابل أجور زهيدة . ويشاهد
آلاف الأطفال فى العديد من الأقطار العربية يقضون يومهم بحثا فى القمامة عن
شئ يمكن " تسويقه " وهناك الآلاف أيضا أفرزتهم شروط الحياة الاقتصادية
المعاصرة للعمل طباعة متجولين .
وفى كل ذلك امتهان لكرامة الطفل وخرق لحقوقه الأساسية فى الحياة كريمة يجب ان تتضمنها الأسرة أولا والمجتمع ثانيا .
ويحتاج
الطفل نظرا لمتطلبات نموه إلى مساعدة خاصة ويتوجب على المجتمع أن يراعى كل
ما يتعلق بنموه الجسدي والعقلي والأخلاقي والإجتماعى ، ويوفر له التنشئة
المناسبة فى ظروف من الحرية والكرامة والأمن . وسنقتصر فى هذا المقال على
معالجة بعض مشكلات الطفولة التى تؤدى إلى اضطراب تكيف الطفل واتصاله مع
المحيط .
من هذه المشكلات :
1- الخوف
2- رفض الطعام
3- العدوان

الخوف عند الطفل :
لاشك أن
القلق والخوف يتولد لدى الصغير أو لدى البالغ عند إبتعاده عن وجه يحبه
ويتعلق به فسلوك الصغير فى هذه الظروف يتجه إلى اللحاق بمن يحب والفرار من
الوسط الغريب .
هناك
عوامل كثيرة يمكن ان تثير الخوف لدى الصغير ، فوجود الطفل وحيدآ فى كنف
مجهولين وتعرضه لحركة أو لضجة مفاجئة يبعث الخوف والرعب فى نفسه ، وكذلك
الإقتراب المفاجئ منه أو وجوده فى أماكن شاهقة كل هذه العوامل يمكن أن تشعر
الطفل بالخوف وأحيانآ بالألم والرعب . إن الطفل يشعر بالخوف من الضياع
والإختطاف ومن المجهول ومن الحرب ومن المرض ومن الموت ، حيث أن تعرض
الصغير فى الأشهر الأولى لمؤثرات خارجية معينة كالضجيج المفاجئ وحالة عدم
الإرتياح يدفعه إلى البكاء والتوتر العضلى . كما وأن الطفل الذى ترعرع فى
وسط مقبول وفى كنف المحبين له ووجد دومآ من يأخذ بيديه ويضمن له الأمن
والطمأنينة خاضة فى الظروف الصعبة ستعزز الثقة بنفسه عندما يكبر والقناعة
بأنه سيجد دومآ من يساعده فى الحالات الصعبة . فالثقة القوية تنسحب على
العالم الخارجى ، وتنعكس على طبيعة هذا البالغ بالعالم من حوله .

رفض الطفل للطعام :
ينصرف
الطفل أحيانآ عن الطعام أو عن بعض أصنافه مما يسبب قلق الأهل وخوفهم . فما
هى الأسباب التى تؤدى إلى اضطراب شهية الطفل وعدم إقباله على الطعام ؟
ربما كانت
مبالغة الم وشدة اهتمامها فى التغذية طفلها من الأسباب التى تحمله على رفض
الطعام خصوصا وانه يشعر بإهتمام خاص ممن يحيطون به عندما يفعل ذلك .
وغالبا ما
يكون رفض الطعام وسيلة لتأكيد الذات وتدعيم الأستقلالية عن الأم . وتتأثر
شهية الطفل بحالته الصحية عامة وبعلاقتة بالمحيط الاجتماعى خاصة ، فالتغير
المفاجئ فى حياة الطفل قد ينعكس على تنظيمه الفيزيولوجى وعلى شهيته وقد
يترافق دخول الطفل دار الحضانة بإضطراب فى الشهية حيث إن ( ماكرو) قد لاحظ
بأن الصغير (3-5 سنوات) خلال أيامه الولى فى الروضة يميل إلى العزلة ونادرا
ما يدخل فى التفاعل أو فى تنافس مع الأتراب وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال
الأصغر سنآ.

العدوان :
يلجأ
الطفل للعدوان كوسيلة مفضلة للتواصل مع الأخرين وقد يعزز هذا السلوك من قبل
الأهل بتشجيعهم هذا التوجه عند الطفل ، لأنه يتمكن من التأكد ذاته ولأن
العدوانية بالنسبة لبعض الناس " رمز الرجولة " كما يؤثر الوسط الثقافى
الحضارى فى تطور السلوك العدوانى وعند الطفل . وتسهل العلاقات الإجتماعية
القائمة على منطق القمع والقوة ظهور السلوك
العدوانى عند الطفل وتجعل منه سلوكآ طبيعيآ فعندما يكون العدوان هو
الوسيلة السائدة فى التعامل بين أفراد الأسرة ، يستخدمها الكبار نحو الصغار
، والمعلم نحو تلاميذه والأب نحو أفراد أسرته إذ يسقط ما يعانى من قمع
وقهر خارج المنزل على الزوجة والأولاد .. فهذه الشروط المحيطة تسهل ظهور
السلوك العدواني عند الطفل وتؤثر فى تطور هذا السلوك فى المستقبل .
يجب أن تكون ظاهرة العدوان فى الطفولة بمثابة إنذار للأهل وللمربين بأنها قد تتطور نحو الجنوح والإنحراف فى مرحلة المراهقة .

» قومى الطفولة والأمومة يعد مقترحات فى دستور مصر الجديد
» تنزيل البرنامج الذى يثبت على هاتفين ليصبح الاتصال بينهما مجانا 2012
» 5 مشكلات تفسد حياة ابنك المراهق
» الرسم يكشف مشكلات طفلك النفسية
» الطريقة المثالية لتثبيت الوزن وتجنّب مشكلات زيادة الوزن بعد الريجيم