تتراوح نسبة المستعملين لأصباغ الشعر من رجال ونساء ما بين35 75%
وهذا فرضا ان 10% من هؤلاء يستعملون الاصباغ بدون معرفة خطورتها عليهم ويجهلون
كيفية استعمالها ولا يقرأون ما كتب في الوصفات المصاحبة والمنشورة داخل عبوات
الصبغة وخاصة ان غالب هذه الأصباغ يدخل في تركيبها مواد كيميائية لها تأثيرات خطيرة
وضارة على اعضاء جسم الانسان وهذه الاصباغ انتشر استعمالها وزاد تصنيعها وتشييدها
كيميائيا في القرن الميلادي الماضي مع بداية الثورة الصناعية الحديثة الشاملة في
اوروبا وامريكا الشمالية بعد تنبه اصحاب مصانع مستحضرات التجميل لاحتياج المرأة
لتحسين منظرها وشكلها الخارجي حيث ان هذه المواد الكيميائية المستعملة في الصبغات
عرفت منذ مئات السنين وكان يصبغ بها الجدران والجلود والحقائب ولوحات الرسامين
وتستعمل قديما في حبر المطابع وحبر بعض الاقلام وتضاف الى الحناء وتدعى الحجر
الاسود وفي بعض الدول العربية بعد خروج تقليعة fashion صبغ الشعر بعدة الوان وزركشة
الايدي وظهور تقليعة الوشم على الجلد ازداد استخدام هذه الاصباغ وظهر خطورة هذه
الاصباغ على الجلد والشعر وتفاقمت حالة المرضى وخاصة عند استعمال هذه الاصباغ من
قبل الامهات الحوامل والمرضعات وزاد تأثيرها الضار على الاطفال عند بلع هذه الأصباغ
ويلتهم الاطفال الصغار هذه المنتجات الكيمائية الخطيرة بعيدا عن أنظار أمهاتهم
وعادة الاطفال من اعمار 2 الى 5 سنوات تحدث لهم الوفاة او الفشل الكلوي
ان
الخطر العظيم من هذه الصبغات وجود مئات الصالونات للتصفيف وصبغ الشعر وكذلك محلات
"كوافيرة" المنتشرة في اغلب المدن ووجدت الصيدليات التي تبيع مئات الانواع والاشكال
من اصباغ الشعر مع الادوية والفيتامينات حتى اصبح بيع هذه الاصباغ في البقالات مع
السكر والارز ومنتجات الألبان وتباع في محلات العطارة مع البهارات والأغذية.
هذه الموجة أوالموضة المندفعة والسيل المتدفق في استخدام الصبغات سواء
صبغات الشعر اوصبغات الجلد أو ما يعرف النقش على الجلد والمنتشر بين الفتيات
والفتيان في جميع بلدان العالم اجمع وهذا ما شجع التجار على فتح مصانع للأصباغ في
كل مكان نظرا لما تدره من ارباح طائلة.
فحوصات حديثة
بفحص عدة
أنواع من الأصباغ السائلة والبودرة أو ذات الشكل الكريمي او الدهني
بالأجهزة العلمية الحديثة ذات التقنية الحساسة والدقيقة والقيام بدراستها
وتحليلها وإعداد تقارير وأبحاث وافية عن هذه الاصباغ المتداولة في السوق المحلي. من
هذه الدراسات العلمية والأبحاث تبين وانكشفت مكونات هذه الأصباغ وعرف منافعها
وأضرارها وآثارها الجانبية سواء عند استخدامها لفترة قصيرة او لفترة طويلة ومستمرة
وهذه الآثار الضارة تدوم لعشرات السنين وكذلك أخطار بلعها عن طريق الفم من قبل
الكبار او الصغار حيث تؤدي الى الوفاة او فشل كلوي.
كما ثبت في الدراسة
التي أجريت في جامعة الخرطوم حيث ان اطفالا اخذوا بالخطأ جرعات من الحناء المضاف له
الحجر الاسود وهي عبارة عن بارافينيلين داي امين PPD وقد قتلت هذه المادة PPD طفلا
في فلسطين عمره سبع سنوات وكلبه عندما بلعا قطعة من هذه المادة الكيميائية كما ثبت
بتقرير علمي وكذلك PPD قتلت امرأة من شمال المملكة عندما صبغت أقدامها بالحناء
المضاف له PPD كما ذكر في مجلة علمية وقد حدث ان زوجة احد الاطباء صبغت شعرها
بالحناء الطبيعي كما ذكر على العلبة واصيبت بالاغماء وفقد الوعي لانه عندها حساسية
شديدة لمادة PPD والموجودة في الصبغة والتي يدعي مروجوها انها طبيعية وخالية من
المواد الكيميائية والبارافينيلين داي امين PPD تسبب الحساسية وشدة الاحمرار
وانتفاخا في البلعوم والقصبة الهوائية قد تمنع التنفس وتحدث الوفاة اذا لم يسعف
المريض في الحال واخذ العلاج المناسب في قسم الطوارئ في المستشفيات الخاصة او
المستشفيات الكبرى والتي لها باع طويل في معالجة هذه الحالات الطارئة . كذلك من
استعمل هذه الصبغات على الشعر للمرأة والرجل اواللحية والشنبات للرجال وظهر عليهم
حكة واحمرار في الوجه او الرأس فعليهم ايقاف استعمال هذه الصبغة حالا ومراجعة
المراكز الطبية المختصة لأخذ العلاج المناسب مثل المراهم او الكريمات وكذلك اقراص
مضادات الحساسية وعادة هذه الاصباغ مركبات PPD والتي لها تأثير مسبب للحساسية شديد
وقوي جدا وكذلك حكة وهرش شديد تؤدي في بعض الاحيان الى تقرحات وتشققات جلدية قد
تصاحب بانتفاخات ولسعات نارية غير محتملة وقد تؤدي الى فشل كلوي وضيق في التنفس
واختناق يصحبها الوفاة اذا لم تعالج وتسعف الحالة تحت الاشراف الطبي
المتكامل
ودلت نتائج البحث ان تركيب هذه المركبات الكيميائية متفاوت وغير متجانس
وكذلك غير متطابق مع النشرة المبينة لمحتوى الصبغة المرفقة مع صبغة الشعر واظهرت
النتائج ان الصبغات الداكنة (الاسود والبني الغامق) تحوي نسبة من المواد الكيميائية
الضارة اكبر من الاصباغ ذات الألوان الفاتحة (مثل البني المصفر والفاتح).
امتصاص بسهولة
ان هذه المركبات الكيميائية يحصل لها امتصاص
بسهولة من خلال مسامات الجلد وبصيلات الشعر وقد ثبت في معامل الابحاث ان الذين
يستعملون الاصباغ تزداد عندهم خطورة الاصابة بالأمراض اكثر من الذين لا يستعملون
هذه الاصباغ، وتزداد نسبة الاصابة بالامراض عندما يكون استعمال هذه الاصباغ الدائمة
الثابتة لفترة طويلة لأكثر من 10 سنوات متواصلة.
(الرياض)