منتدى استايل النسائى
اهلا بكم فى استايل النسائى
اول منتدى نسائى متخصص في كل مايخص المرأة المنزلي و جمالك والعناية بصحتك واكلات واطباق جديدة والتعليم.
نتمنى لكم الاستفادة من موقعنا
ادارة منتدى استايل النسائى

ادارة استايل
منتدى استايل النسائى
اهلا بكم فى استايل النسائى
اول منتدى نسائى متخصص في كل مايخص المرأة المنزلي و جمالك والعناية بصحتك واكلات واطباق جديدة والتعليم.
نتمنى لكم الاستفادة من موقعنا
ادارة منتدى استايل النسائى

ادارة استايل
منتدى استايل النسائى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى استايل النسائى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
»  إستثمر أموالك بأمان بعائد يصل إلى 50%
تفسير سورة الفتح Emptyالإثنين أغسطس 31, 2015 5:39 pm من طرف التحرير

»  مزرعتك الآن 5 فدان في السودان
تفسير سورة الفتح Emptyالأحد نوفمبر 09, 2014 1:51 pm من طرف التحرير

» عرض خاص مزرعة 20 فدان بسعر خاص 50 دولار للفدان
تفسير سورة الفتح Emptyالخميس مايو 29, 2014 12:32 pm من طرف التحرير

» إمتلك مزرعتك وحقق حلمك وإستثمر في السودان اتصل الان 01142000040
تفسير سورة الفتح Emptyالخميس مايو 01, 2014 1:10 pm من طرف التحرير

» ملف شامل لانواع الاكمام
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء مارس 05, 2014 3:10 pm من طرف ام جمانه

» وظائف خالية من سوق العرب
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 9:53 am من طرف زائر

» ابرز الاطعمة لتقوية المناعة والوقاية من برد الشتاء
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 7:29 am من طرف menna

» وردات البطاطس بالدجاج والكريمة
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 7:23 am من طرف menna

» كيك الشوكولاته مع صوص الشوكولاته
تفسير سورة الفتح Emptyالثلاثاء ديسمبر 04, 2012 12:32 pm من طرف menna

» سوق الالكترونيات من سوق العرب
تفسير سورة الفتح Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2012 9:02 am من طرف زائر

» الدجاج بصوص المستردة والعسل
تفسير سورة الفتح Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2012 7:57 am من طرف menna

» نصائح للنوم بشكل اسرع
تفسير سورة الفتح Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:14 am من طرف menna

» طريقة عمك كيك قدرة قادر
تفسير سورة الفتح Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:10 am من طرف menna

» نشيد لتعليم الحروف الهجائية لرياض الاطفال
تفسير سورة الفتح Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:05 am من طرف menna

» جميع اصدارات السويتش ماكس + الف ملف مفتوح بروابط سليمة وشغالة 100%
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 4:27 pm من طرف منولا

»  بطاقة احترافيه لانشودة ابتاه للمنشدة ميس شلش بالسويتش مكس من تصميمى
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 3:36 pm من طرف منولا

» دبلومة التسويق الإبداعي الذكي Smart Creative Marketing *****************************
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء أكتوبر 24, 2012 11:26 am من طرف ghada saad

»  حصرى طالمــا البحر كان الدمـوع ؟...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تفسير سورة الفتح Emptyالأحد سبتمبر 16, 2012 9:19 pm من طرف Rose_el7ayah

» ديو عندى حالة ملل لسميرة سعيد من تصميمى
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء سبتمبر 12, 2012 8:04 pm من طرف نور

»  خلطه لتنعيم الشعر
تفسير سورة الفتح Emptyالأربعاء سبتمبر 12, 2012 7:51 pm من طرف نور

My GoPageRank - درجة شعبية  هذه الصفحة
تفسير سورة الفتح Fb110

 

 تفسير سورة الفتح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاشق الاول
مشرف
العاشق الاول


عدد المساهمات : 1832
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/04/2012
العمر : 41

تفسير سورة الفتح Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الفتح   تفسير سورة الفتح Emptyالأحد يونيو 10, 2012 10:11 pm

تفسير سورة الفتح من الجزء 26.....

هي مدنية

‏[‏1ـ 3‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا‏}‏
هذا الفتح المذكور هو صلح الحديبية، حين صد المشركون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما جاء معتمرا في قصة طويلة، صار آخر أمرها أن صالحهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على وضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين، وعلى أن يعتمر من العام المقبل، وعلى أن من أراد أن يدخل في عهد قريش وحلفهم دخل، ومن أحب أن يدخل في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعقده فعل‏.‏
وبسبب ذلك لما أمن الناس بعضهم بعضا، اتسعت دائرة الدعوة لدين الله عز وجل، وصار كل مؤمن بأي محل كان من تلك الأقطار، يتمكن من ذلك، وأمكن الحريص على الوقوف على حقيقة الإسلام، فدخل الناس في تلك المدة في دين الله أفواجا، فلذلك سماه الله فتحا، ووصفه بأنه فتح مبين أي‏:‏ ظاهر جلي، وذلك لأن المقصود في فتح بلدان المشركين إعزاز دين الله، وانتصار المسلمين، وهذا حصل بذلك الفتح، ورتب الله على هذا الفتح عدة أمور، فقال‏:‏ ‏{‏لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ‏}‏
وذلك ـ والله أعلم ـ بسبب ما حصل بسببه من الطاعات الكثيرة، والدخول في الدين بكثرة، وبما تحمل ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تلك الشروط التي لا يصبر عليها إلا أولو العزم من المرسلين، وهذا من أعظم مناقبه وكراماته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‏.‏
‏{‏وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ‏}‏ بإعزاز دينك، ونصرك على أعدائك، واتساع كلمتك، ‏{‏وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا‏}‏ تنال به السعادة الأبدية، والفلاح السرمدي‏.‏
‏{‏وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا‏}‏ أي‏:‏ قويا لا يتضعضع فيه الإسلام، بل يحصل الانتصار التام، وقمع الكافرين، وذلهم ونقصهم، مع توفر قوى المسلمين ونموهم، ونمو أموالهم‏.‏
ثم ذكر آثار هذا الفتح على المؤمنين فقال‏:‏

‏[‏4ـ 6‏]‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا * وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا‏}‏
يخبر تعالى عن منته على المؤمنين بإنزال السكينة في قلوبهم، وهي السكون والطمأنينة، والثبات عند نزول المحن المقلقة، والأمور الصعبة، التي تشوش القلوب، وتزعج الألباب، وتضعف النفوس، فمن نعمة الله على عبده في هذه الحال أن يثبته ويربط على قلبه، وينزل عليه السكينة، ليتلقى هذه المشقات بقلب ثابت ونفس مطمئنة، فيستعد بذلك لإقامة أمر الله في هذه الحال، فيزداد بذلك إيمانه، ويتم إيقانه، فالصحابة رضي الله عنهم لما جرى ما جرى بين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمشركين، من تلك الشروط التي ظاهرها أنها غضاضة عليهم، وحط من أقدارهم، وتلك لا تكاد تصبر عليها النفوس، فلما صبروا عليها ووطنوا أنفسهم لها، ازدادوا بذلك إيمانا مع إيمانهم‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ أي‏:‏ جميعها في ملكه، وتحت تدبيره وقهره، فلا يظن المشركون أن الله لا ينصر دينه ونبيه، ولكنه تعالى عليم حكيم، فتقتضي حكمته المداولة بين الناس في الأيام، وتأخير نصر المؤمنين إلى وقت آخر‏.‏
‏{‏لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِم‏}‏ فهذا أعظم ما يحصل للمؤمنين، أن يحصل لهم المرغوب المطلوب بدخول الجنات، ويزيل عنهم المحذور بتكفير السيئات‏.‏ ‏{‏وَكَانَ ذَلِكَ‏}‏ الجزاء المذكور للمؤمنين ‏{‏عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا‏}‏ فهذا ما يفعل بالمؤمنين في ذلك الفتح المبين‏.‏
وأما المنافقون والمنافقات، والمشركون والمشركات، فإن الله يعذبهم بذلك، ويريهم ما يسوءهم؛ حيث كان مقصودهم خذلان المؤمنين، وظنوا بالله الظن السوء، أنه لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته، وأن أهل الباطل، ستكون لهم الدائرة على أهل الحق، فأدار الله عليهم ظنهم، وكانت دائرة السوء عليهم في الدنيا، ‏{‏وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم‏}‏ بما اقترفوه من المحادة لله ولرسوله، ‏{‏وَلَعَنَهُم‏}‏ أي‏:‏ أبعدهم وأقصاهم عن رحمته ‏{‏وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا‏}‏
‏[‏7‏]‏ ‏{‏وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا‏}‏
كرر الإخبار بأن له ملك السماوات والأرض وما فيهما من الجنود، ليعلم العباد أنه تعالى هو المعز المذل، وأنه سينصر جنوده المنسوبة إليه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ‏}‏ ‏{‏وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا‏}‏ أي‏:‏ قويا غالبا، قاهرا لكل شيء، ومع عزته وقوته فهو حكيم في خلقه وتدبيره، يجري على ما تقتضيه حكمته وإتقانه‏.‏
‏[‏8ـ 9‏]‏ ‏{‏إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا‏}‏
أي‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ‏}‏ أيها الرسول الكريم ‏{‏شَاهِدًا‏}‏ لأمتك بما فعلوه من خير وشر، وشاهدا على المقالات والمسائل، حقها وباطلها، وشاهدا لله تعالى بالوحدانية والانفراد بالكمال من كل وجه، ‏{‏وَمُبَشِّرًا‏}‏ من أطاعك وأطاع الله بالثواب الدنيوي والديني والأخروي، ومنذرا من عصى الله بالعقاب العاجل والآجل، ومن تمام البشارة والنذارة، بيان الأعمال والأخلاق التي يبشر بها وينذر، فهو المبين للخير والشر، والسعادة والشقاوة، والحق من الباطل، ولهذا رتب على ذلك قوله‏:‏ ‏{‏لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ‏}‏
أي‏:‏ بسبب دعوة الرسول لكم، وتعليمه لكم ما ينفعكم، أرسلناه لتقوموا بالإيمان بالله ورسوله، المستلزم ذلك لطاعتهما في جميع الأمور‏.‏
‏{‏وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ‏}‏ أي‏:‏ تعزروا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتوقروه أي‏:‏ تعظموه وتجلوه، وتقوموا بحقوقه، كما كانت له المنة العظيمة برقابكم، ‏{‏وَتُسَبِّحُوهُ‏}‏ أي‏:‏ تسبحوا لله ‏{‏بُكْرَةً وَأَصِيلًا‏}‏ أول النهار وآخره، فذكر الله في هذه الآية الحق المشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما، والمختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير، والمختص بالله، وهو التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها‏.‏
‏[‏10‏]‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏
هذه المبايعة التي أشار الله إليها هي ‏{‏بيعة الرضوان‏}‏ التي بايع الصحابة رضي الله عنهم فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن لا يفروا عنه، فهي عقد خاص، من لوازمه أن لا يفروا، ولو لم يبق منهم إلا القليل، ولو كانوا في حال يجوز الفرار فيها، فأخبر تعالى‏:‏ أن الذين بايعوك حقيقة الأمر أنهم ‏{‏يُبَايِعُونَ اللَّهَ‏}‏ ويعقدون العقد معه، حتى إنه من شدة تأكده أنه قال‏:‏ ‏{‏يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِم‏}‏ أي‏:‏ كأنهم بايعوا الله وصافحوه بتلك المبايعة، وكل هذا لزيادة التأكيد والتقوية، وحملهم على الوفاء بها، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فَمَنْ نَكَثَ‏}‏ فلم يف بما عاهد الله عليه ‏{‏فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ‏}‏ أي‏:‏ لأن وبال ذلك راجع إليه، وعقوبته واصلة له، ‏{‏وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ‏}‏ أي‏:‏ أتى به كاملا موفرا، ‏{‏فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏ لا يعلم عظمه وقدره إلا الذي آتاه إياه‏.‏
‏[‏11ـ 13‏]‏ ‏{‏سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا * وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا‏}‏
يذم تعالى المتخلفين عن رسوله، في الجهاد في سبيله، من الأعراب الذين ضعف إيمانهم، وكان في قلوبهم مرض، وسوء ظن بالله تعالى، وأنهم سيعتذرون بأن أموالهم وأهليهم شغلتهم عن الخروج في الجهاد، وأنهم طلبوا من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يستغفر لهم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِم‏}‏ فإن طلبهم الاستغفار من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدل على ندمهم وإقرارهم على أنفسهم بالذنب، وأنهم تخلفوا تخلفا يحتاج إلى توبة واستغفار، فلو كان هذا الذي في قلوبهم، لكان استغفار الرسول نافعا لهم، لأنهم قد تابوا وأنابوا، ولكن الذي في قلوبهم، أنهم إنما تخلفوا لأنهم ظنوا بالله ظن السوء‏.‏
فظنوا ‏{‏أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا‏}‏ أي‏:‏ إنهم سيقتلون ويستأصلون، ولم يزل هذا الظن يزين في قلوبهم، ويطمئنون إليه، حتى استحكم، وسبب ذلك أمران‏:‏
أحدها‏:‏ أنهم كانوا ‏{‏قَوْمًا بُورًا‏}‏ أي‏:‏ هلكى، لا خير فيهم، فلو كان فيهم خير لم يكن هذا في قلوبهم‏.‏
الثاني‏:‏ ضعف إيمانهم ويقينهم بوعد الله، ونصر دينه، وإعلاء كلمته، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ‏}‏ أي‏:‏ فإنه كافر مستحق للعقاب، ‏{‏فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا‏}‏
‏[‏14‏]‏ ‏{‏وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}‏
أي‏:‏ هو تعالى المنفرد بملك السماوات والأرض، يتصرف فيهما بما يشاء من الأحكام القدرية، والأحكام الشرعية، والأحكام الجزائية، ولهذا ذكر حكم الجزاء المرتب على الأحكام الشرعية، فقال‏:‏ ‏{‏يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ‏}‏ وهو من قام بما أمره الله به ‏{‏وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ‏}‏ ممن تهاون بأمر الله، ‏{‏وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}‏ أي‏:‏ وصفه اللازم الذي لا ينفك عنه المغفرة والرحمة، فلا يزال في جميع الأوقات يغفر للمذنبين، ويتجاوز عن الخطائين، ويتقبل توبة التائبين، وينزل خيره المدرار، آناء الليل والنهار‏.‏
‏[‏15‏]‏ ‏{‏سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا‏}‏

لما ذكر تعالى المخلفين وذمهم، ذكر أن من عقوبتهم الدنيوية، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه إذا انطلقوا إلى غنائم لا قتال فيها ليأخذوها، طلبوا منهم الصحبة والمشاركة، ويقولون‏:‏ ‏{‏ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ‏}‏ بذلك ‏{‏أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ‏}‏ حيث حكم بعقوبتهم، واختصاص الصحابة المؤمنين بتلك الغنائم، شرعا وقدرا‏.‏ ‏{‏قُل‏}‏ لهم ‏{‏لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ‏}‏ إنكم محرومون منها بما جنيتم على أنفسكم، وبما تركتم القتال أول مرة‏.‏
‏{‏فَسَيَقُولُونَ‏}‏ مجيبين لهذا الكلام، الذي منعوا به عن الخروج‏:‏ ‏{‏بَلْ تَحْسُدُونَنَا‏}‏ على الغنائم، هذا منتهى علمهم في هذا الموضع، ولو فهموا رشدهم، لعلموا أن حرمانهم بسبب عصيانهم، وأن المعاصي لها عقوبات دنيوية ودينية، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا‏}‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الفتح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة ق
» تفسير سورة الضحى
» تفسير سورة الجن
» تفسير سورة الغاشية
» تفسير سورة المنافقون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى استايل النسائى :: المنتدى الاسلامى :: اسلاميات :: القرآن الكريم-
انتقل الى: