منتدى استايل النسائى
اهلا بكم فى استايل النسائى
اول منتدى نسائى متخصص في كل مايخص المرأة المنزلي و جمالك والعناية بصحتك واكلات واطباق جديدة والتعليم.
نتمنى لكم الاستفادة من موقعنا
ادارة منتدى استايل النسائى

ادارة استايل
منتدى استايل النسائى
اهلا بكم فى استايل النسائى
اول منتدى نسائى متخصص في كل مايخص المرأة المنزلي و جمالك والعناية بصحتك واكلات واطباق جديدة والتعليم.
نتمنى لكم الاستفادة من موقعنا
ادارة منتدى استايل النسائى

ادارة استايل
منتدى استايل النسائى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى استايل النسائى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
»  إستثمر أموالك بأمان بعائد يصل إلى 50%
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالإثنين أغسطس 31, 2015 5:39 pm من طرف التحرير

»  مزرعتك الآن 5 فدان في السودان
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأحد نوفمبر 09, 2014 1:51 pm من طرف التحرير

» عرض خاص مزرعة 20 فدان بسعر خاص 50 دولار للفدان
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالخميس مايو 29, 2014 12:32 pm من طرف التحرير

» إمتلك مزرعتك وحقق حلمك وإستثمر في السودان اتصل الان 01142000040
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالخميس مايو 01, 2014 1:10 pm من طرف التحرير

» ملف شامل لانواع الاكمام
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء مارس 05, 2014 3:10 pm من طرف ام جمانه

» وظائف خالية من سوق العرب
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 9:53 am من طرف زائر

» ابرز الاطعمة لتقوية المناعة والوقاية من برد الشتاء
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 7:29 am من طرف menna

» وردات البطاطس بالدجاج والكريمة
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء ديسمبر 05, 2012 7:23 am من طرف menna

» كيك الشوكولاته مع صوص الشوكولاته
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالثلاثاء ديسمبر 04, 2012 12:32 pm من طرف menna

» سوق الالكترونيات من سوق العرب
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2012 9:02 am من طرف زائر

» الدجاج بصوص المستردة والعسل
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2012 7:57 am من طرف menna

» نصائح للنوم بشكل اسرع
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:14 am من طرف menna

» طريقة عمك كيك قدرة قادر
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:10 am من طرف menna

» نشيد لتعليم الحروف الهجائية لرياض الاطفال
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالسبت ديسمبر 01, 2012 9:05 am من طرف menna

» جميع اصدارات السويتش ماكس + الف ملف مفتوح بروابط سليمة وشغالة 100%
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 4:27 pm من طرف منولا

»  بطاقة احترافيه لانشودة ابتاه للمنشدة ميس شلش بالسويتش مكس من تصميمى
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء نوفمبر 21, 2012 3:36 pm من طرف منولا

» دبلومة التسويق الإبداعي الذكي Smart Creative Marketing *****************************
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء أكتوبر 24, 2012 11:26 am من طرف ghada saad

»  حصرى طالمــا البحر كان الدمـوع ؟...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأحد سبتمبر 16, 2012 9:19 pm من طرف Rose_el7ayah

» ديو عندى حالة ملل لسميرة سعيد من تصميمى
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء سبتمبر 12, 2012 8:04 pm من طرف نور

»  خلطه لتنعيم الشعر
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء سبتمبر 12, 2012 7:51 pm من طرف نور

My GoPageRank - درجة شعبية  هذه الصفحة
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Fb110

 

 تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاشق الاول
مشرف
العاشق الاول


عدد المساهمات : 1832
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/04/2012
العمر : 41

تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21   تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21 Emptyالأربعاء يونيو 13, 2012 11:17 pm

وهي مدنية

‏[‏1 ـ 3‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ
وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَاتَّبِعْ مَا
يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرًا * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا‏}

أي‏:‏ يا أيها الذي منَّ اللّه عليه بالنبوة، واختصه بوحيه، وفضله على
سائر الخلق، اشكر نعمة ربك عليك، باستعمال تقواه، التي أنت أولى بها من
غيرك، والتي يجب عليك منها، أعظم من سواك، فامتثل أوامره ونواهيه، وبلغ
رسالاته، وأدِّ إلى عباده وحيه، وابذل النصيحة للخلق‏.‏

ولا يصدنك عن هذا المقصود صاد، ولا يردك عنه راد، فلا تطع كل كافر، قد
أظهر العداوة للّه ورسوله، ولا منافق، قد استبطن التكذيب والكفر، وأظهر
ضده‏.‏

فهؤلاء هم الأعداء على الحقيقة، فلا تطعهم في بعض الأمور، التي تنقض التقوى، وتناقضها، ولا تتبع أهواءهم، فيضلوك عن الصواب‏.‏
‏{‏وَ‏}‏ لكن ‏{‏اتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‏}‏ فإنه هو الهدى والرحمة، وَارْجُ بذلك ثواب ربك، فإنه بما تعملون خبير، يجازيكم بحسب ما يعلمه منكم، من الخير والشر‏.‏
فإن وقع في قلبك، أنك إن لم تطعهم في أهوائهم المضلة، حصل عليك منهم
ضرر، أو حصل نقص في هداية الخلق، فادفع ذلك عن نفسك، واستعمل ما يقاومه
ويقاوم غيره، وهو التوكل على اللّه، بأن تعتمد على ربك، اعتماد من لا يملك
لنفسه ضرًا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياة، ولا نشورًا، في سلامتك من شرهم،
وفي إقامة الدين، الذي أمرت به، وثق باللّه في حصول ذلك الأمر على أي‏:‏
حال كان‏.‏

{‏وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا‏}
توكل إليه الأمور، فيقوم بها، وبما هو أصلح للعبد، وذلك لعلمه بمصالح
عبده، من حيث لا يعلم العبد، وقدرته على إيصالها إليه، من حيث لا يقدر
عليها العبد، وأنه أرحم بعبده من نفسه، ومن والديه، وأرأف به من كل أحد،
خصوصًا خواص عبيده، الذين لم يزل يربيهم ببره، ويُدِرُّ عليهم بركاته
الظاهرة والباطنة، خصوصًا وقد أمره بإلقاء أموره إليه، ووعده، فهناك لا
تسأل عن كل أمر يتيسر، وصعب يسهل، وخطوب تهون، وكروب تزول، وأحوال وحوائج
تقضى، وبركات تنزل، ونقم تدفع، وشرور ترفع‏.‏

وهناك ترى العبد الضعيف، الذي فوض أمره لسيده، قد قام بأمور لا تقوم بها
أمة من الناس، وقد سهل اللّه ‏[‏عليه‏}‏ ما كان يصعب على فحول الرجال
وباللّه المستعان‏.‏

‏[‏4 ـ 5‏]‏ ‏{‏مَا
جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ
أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا
جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ
وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ
لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا
آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ
قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}

يعاتب تعالى ‏[‏عباده‏}‏ عن التكلم بما ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله
فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما
أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورًا رحيمًا لا حقيقة له من
الأقوال، ولم يجعله الله تعالى كما قالوا،فإن ذلك القول منكم كذب وزور،
يترتب عليه منكرات من الشرع‏.‏ وهذه قاعدة عامة في التكلم في كل شيء،
والإخبار بوقوع ووجود، ما لم يجعله اللّه تعالى‏.‏

ولكن خص هذه الأشياء المذكورة، لوقوعها، وشدة الحاجة إلى بيانها، فقال‏:‏ ‏{‏مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ‏}‏ هذا لا يوجد، فإياكم أن تقولوا عن أحد‏:‏ إن له قلبين في جوفه، فتكونوا كاذبين على الخلقة الإلهية‏.‏
{‏وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ‏}
بأن يقول أحدكم لزوجته‏:‏ ‏"‏أنت عَليَّ كظهر أمي أو كأمي‏"‏ فما جعلهن
اللّه ‏{‏أُمَّهَاتِكُمْ‏}‏ أمك من ولدتك، وصارت أعظم النساء عليك، حرمة
وتحريمًا، وزوجتك أحل النساء لك، فكيف تشبه أحد المتناقضين بالآخر‏؟‏

هذا أمر لا يجوز، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ
يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ
أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ
مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا‏}

{‏وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ‏}‏ والأدعياء، الولد الذي كان الرجل يدعيه، وهو ليس له، أو يُدْعَى إليه، بسبب تبنيه إياه، كما كان الأمر بالجاهلية، وأول الإسلام‏.‏
فأراد اللّه تعالى أن يبطله ويزيله، فقدم بين يدي ذلك بيان قبحه، وأنه
باطل وكذب، وكل باطل وكذب، لا يوجد في شرع اللّه، ولا يتصف به عباد
اللّه‏.‏

يقول تعالى‏:‏ فاللّه لم يجعل الأدعياء الذين تدعونهم، أو يدعون إليكم،
أبناءكم، فإن أبناءكم في الحقيقة، من ولدتموهم، وكانوا منكم، وأما هؤلاء
الأدعياء من غيركم، فلا جعل اللّه هذا كهذا‏.‏

‏{‏ذَلِكُمْ‏}‏ القول، الذي تقولون في الدعي‏:‏ إنه ابن فلان، الذي
ادعاه، أو والده فلان ‏{‏قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ‏}‏ أي‏:‏ قول لا حقيقة
له ولا معنى له‏.‏

{‏وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ‏}
أي‏:‏ اليقين والصدق، فلذلك أمركم باتباعه، على قوله وشرعه، فقوله، حق،
وشرعه حق، والأقوال والأفعال الباطلة، لا تنسب إليه بوجه من الوجوه، وليست
من هدايته، لأنه لا يهدي إلا إلى السبيل المستقيمة، والطرق الصادقة‏.‏

وإن كان ذلك واقعًا بمشيئته، فمشيئته عامة، لكل ما وجد من خير وشر‏.‏
ثم صرح لهم بترك الحالة الأولى، المتضمنة للقول الباطل فقال‏:‏ ‏{‏ادْعُوهُمْ‏}‏ أي‏:‏ الأدعياء ‏{‏لِآبَائِهِمْ‏}‏ الذين ولدوهم ‏{‏هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ أعدل، وأقوم، وأهدى‏.‏
{‏فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ‏}‏ الحقيقيين ‏{‏فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ‏}
أي‏:‏ إخوتكم في دين اللّه، ومواليكم في ذلك، فادعوهم بالأخوة الإيمانية
الصادقة، والموالاة على ذلك، فترك الدعوة إلى من تبناهم حتم، لا يجوز
فعلها‏.‏

وأما دعاؤهم لآبائهم، فإن علموا، دعوا إليهم، وإن لم يعلموا، اقتصر على
ما يعلم منهم، وهو أخوة ‏[‏الدين‏}‏ والموالاة، فلا تظنوا أن حالة عدم
علمكم بآبائهم، عذر في دعوتهم إلى من تبناهم، لأن المحذور لا يزول بذلك‏.‏

{‏وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ‏}
بأن سبق على لسان أحدكم، دعوته إلى من تبناه، فهذا غير مؤاخذ به، أو علم
أبوه ظاهرًا، ‏[‏فدعوتموه إليه‏}‏ وهو في الباطن، غير أبيه، فليس عليكم في
ذلك حرج، إذا كان خطأ، ‏{‏وَلَكِنْ‏}‏ يؤاخذكم ‏{‏بِمَا تَعَمَّدَتْ
قُلُوبُكُمْ‏}‏ من الكلام، بما لا يجوز‏.‏ ‏
{‏وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا‏}
غفر لكم ورحمكم، حيث لم يعاقبكم بما سلف، وسمح لكم بما أخطأتم به، ورحمكم
حيث بيَّن لكم أحكامه التي تصلح دينكم ودنياكم، فله الحمد تعالى‏.‏

‏[‏6‏]‏ ‏{‏النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ
وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى
أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا‏}

يخبر تعالى المؤمنين، خبرًا يعرفون به حالة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومرتبته، فيعاملونه بمقتضى تلك الحالة فقال‏:‏ ‏{‏النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ‏}
أقرب ما للإنسان، وأولى ما له نفسه، فالرسول أولى به من نفسه، لأنه عليه
الصلاة والسلام، بذل لهم من النصح، والشفقة، والرأفة، ما كان به أرحم
الخلق، وأرأفهم، فرسول اللّه، أعظم الخلق مِنَّةً عليهم، من كل أحد، فإنه
لم يصل إليهم مثقال ذرة من الخير، ولا اندفع عنهم مثقال ذرة من الشر، إلا
على يديه وبسببه‏.‏

فلذلك، وجب عليهم إذا تعارض مراد النفس، أو مراد أحد من الناس، مع مراد
الرسول، أن يقدم مراد الرسول، وأن لا يعارض قول الرسول، بقول أحد، كائنًا
من كان، وأن يفدوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم، ويقدموا محبته على الخلق
كلهم، وألا يقولوا حتى يقول، ولا يتقدموا بين يديه‏.‏

وهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ أب للمؤمنين، كما في قراءة بعض الصحابة، يربيهم كما يربي الوالد أولاده‏.‏
فترتب على هذه الأبوة، أن كان نساؤه أمهاتهم، أي‏:‏ في الحرمة
والاحترام، والإكرام، لا في الخلوة والمحرمية، وكأن هذا مقدمة، لما سيأتي
في قصة زيد بن حارثة، الذي كان قبل يُدْعَى‏:‏ ‏"‏زيد بن محمد‏"‏ حتى أنزل
اللّه ‏
{‏مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ‏}
فقطع نسبه، وانتسابه منه، فأخبر في هذه الآية، أن المؤمنين كلهم، أولاد
للرسول، فلا مزية لأحد عن أحد وإن انقطع عن أحدهم انتساب الدعوة، فإن النسب
الإيماني لم ينقطع عنه، فلا يحزن ولا يأسف‏.‏

وترتب على أن زوجات الرسول أمهات المؤمنين، أنهن لا يحللن لأحد من بعده،
كما الله صرح بذلك‏:‏ ‏"‏وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ
أَبَدًا‏"‏

‏{‏وَأُولُو الْأَرْحَامِ‏}‏ أي‏:‏ الأقارب، قربوا أو بعدوا ‏{‏بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏أي‏}‏‏:‏ في حكمه، فيرث بعضهم بعضًا، ويبر بعضهم بعضًا، فهم أولى من الحلف والنصرة‏.‏
والأدعياء الذين كانوا من قبل، يرثون بهذه الأسباب، دون ذوي الأرحام،
فقطع تعالى، التوارث بذلك، وجعله للأقارب، لطفًا منه وحكمة، فإن الأمر لو
استمر على العادة السابقة، لحصل من الفساد والشر، والتحيل لحرمان الأقارب
من الميراث، شيء كثير‏.‏

{‏مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ‏}
أي‏:‏ سواء كان الأقارب مؤمنين مهاجرين وغير مهاجرين، فإن ذوي الأرحام
مقدمون في ذلك، وهذه الآية حجة على ولاية ذوي الأرحام، في جميع الولايات،
كولاية النكاح، والمال، وغير ذلك‏.‏

{‏إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا‏}
أي‏:‏ ليس لهم حق مفروض، وإنما هو بإرادتكم، إن شئتم أن تتبرعوا لهم
تبرعًا، وتعطوهم معروفًا منكم، ‏{‏كَانَ‏}‏ ذلك الحكم المذكور ‏
{‏فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا‏}‏ أي‏:‏ قد سطر، وكتب، وقدره اللّه، فلا بد من نفوذه‏.‏
‏[‏7 ـ 8‏]‏ ‏{‏وَإِذْ
أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ
وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ
مِيثَاقًا غَلِيظًا * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ
لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا‏}

يخبر تعالى أنه أخذ من النبيين عمومًا، ومن أولي العزم ـ وهم، هؤلاء
الخمسة المذكورون ـ خصوصًا، ميثاقهم الغليظ وعهدهم الثقيل المؤكد، على
القيام بدين اللّه والجهاد في سبيله، وأن هذا سبيل، قد مشى الأنبياء
المتقدمون، حتى ختموا بسيدهم وأفضلهم، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمر
الناس بالاقتداء بهم‏.‏

وسيسأل اللّه الأنبياء وأتباعهم، عن هذا العهد الغليظ هل وفوا فيه،
وصدقوا‏؟‏ فيثيبهم جنات النعيم‏؟‏ أم كفروا، فيعذبهم العذاب الأليم‏؟‏ قال
تعالى‏:‏ ‏
{‏مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ‏}
‏[‏9 ـ 11‏]‏ ‏{‏يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ
تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ
مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ
وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ *
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا‏}

يذكر تعالى عباده المؤمنين، نعمته عليهم، ويحثهم على شكرها، حين جاءتهم
جنود أهل مكة والحجاز، من فوقهم، وأهل نجد، من أسفل منهم، وتعاقدوا
وتعاهدوا على استئصال الرسول والصحابة، وذلك في وقعة الخندق‏.‏

ومالأتهم ‏[‏طوائف‏}‏ اليهود، الذين حوالي المدينة، فجاءوا بجنود عظيمة وأمم كثيرة‏.‏
وخندق رسول اللّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المدينة، فحصروا المدينة،
واشتد الأمر، وبلغت القلوب الحناجر، حتى بلغ الظن من كثير من الناس كل
مبلغ، لما رأوا من الأسباب المستحكمة، والشدائد الشديدة، فلم يزل الحصار
على المدينة، مدة طويلة، والأمر كما وصف اللّه‏:‏ ‏
{‏وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ‏}‏ أي‏:‏ الظنون السيئة، أن اللّه لا ينصر دينه، ولا يتم كلمته‏.‏
{‏هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ‏}‏ بهذه الفتنة العظيمة ‏{‏وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا‏}
بالخوف والقلق، والجوع، ليتبين إيمانهم، ويزيد إيقانهم، فظهر ـ وللّه
الحمد ـ من إيمانهم، وشدة يقينهم، ما فاقوا فيه الأولين والآخرين‏.‏

وعندما اشتد الكرب، وتفاقمت الشدائد، صار إيمانهم عين اليقين، ‏{‏وَلَمَّا
رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا
إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا‏}

وهنالك تبين نفاق المنافقين، وظهر ما كانوا يضمرون قال تعالى‏:‏
‏[‏12‏]‏ ‏{‏وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا‏}
وهذه عادة المنافق عند الشدة والمحنة، لا يثبت إيمانه، وينظر بعقله القاصر، إلى الحالة القاصرة ويصدق ظنه‏.‏
{‏وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ‏}
من المنافقين، بعد ما جزعوا وقلَّ صبرهم، وصاروا أيضًا من المخذولين، فلا
صبروا بأنفسهم، ولا تركوا الناس من شرهم، فقالت هذه الطائفة‏:‏ ‏
{‏يَا أَهْلَ يَثْرِبَ‏}
يريدون ‏{‏يا أهل المدينة‏}‏ فنادوهم باسم الوطن المنبئ ‏[‏عن التسمية‏}‏
فيه إشارة إلى أن الدين والأخوة الإيمانية، ليس له في قلوبهم قدر، وأن الذي
حملهم على ذلك، مجرد الخور الطبيعي‏.‏

{‏يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ‏}
أي‏:‏ في موضعكم الذي خرجتم إليه خارج المدينة، وكانوا عسكروا دون الخندق،
وخارج المدينة، ‏{‏فَارْجِعُوا‏}‏ إلى المدينة، فهذه الطائفة تخذل عن
الجهاد، وتبين أنهم لا قوة لهم بقتال عدوهم، ويأمرونهم بترك القتال، فهذه
الطائفة، شر الطوائف وأضرها، وطائفة أخرى دونهم، أصابهم الجبن والجزع،
وأحبوا أن ينخزلوا عن الصفوف، فجعلوا يعتذرون بالأعذار الباطلة، وهم الذين
قال اللّه فيهم‏:‏ ‏
{‏وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ‏}‏ أي‏:‏ عليها الخطر، ونخاف عليها أن يهجم عليها الأعداء، ونحن غُيَّبٌ عنها، فَأْذَنْ لنا نرجع إليها، فنحرسها، وهم كذبة في ذلك‏.‏
{‏وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ‏}
أي‏:‏ ما قصدهم ‏{‏إِلَّا فِرَارًا‏}‏ ولكن جعلوا هذا الكلام، وسيلة
وعذرًا‏.‏ ‏[‏لهم‏}‏ فهؤلاء قل إيمانهم، وليس له ثبوت عند اشتداد المحن‏.‏

{‏وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ‏}
المدينة ‏{‏مِنْ أَقْطَارِهَا‏}‏ أي‏:‏ لو دخل الكفار إليها من نواحيها،
واستولوا عليها ـلا كان ذلكـ ‏{‏ثُمَّ‏}‏ سئل هؤلاء ‏{‏الْفِتْنَة‏}‏ أي‏:‏
الانقلاب عن دينهم، والرجوع إلى دين المستولين المتغلبين ‏{‏لَآتَوْهَا‏}‏
أي‏:‏ لأعطوها مبادرين‏.‏


{‏وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا‏}
أي‏:‏ ليس لهم منعة ولا تَصلُّبٌ على الدين، بل بمجرد ما تكون الدولة
للأعداء، يعطونهم ما طلبوا، ويوافقونهم على كفرهم، هذه حالهم‏.‏

والحال أنهم قد ‏{‏عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا‏}‏ سيسألهم عن ذلك العهد، فيجدهم قد نقضوه، فما ظنهم إذًا، بربهم‏؟‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الأحزاب من الجزء 21
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة القصص من الجزء 20
» تفسير سورة العنكبوت من الجزء 20
» تفسير سورة الروم من الجزء 21
» تفسير سورة لقمان من الجزء 21.
» تفسير سورة السجدة من الجزء 21

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى استايل النسائى :: المنتدى الاسلامى :: اسلاميات :: القرآن الكريم-
انتقل الى: